أُمي و جميع أُمهات العالم ..
بينما كنتُ أنظُر إليها بتفحُص وهي غير مُنتبهة قُلت في نفسي " بكُتب عنها " الكتابة هي طريقة تعبيري عن مابداخلي، أصبحت طريقتي في التعبير بعدما فشلت جميع الطُرق الأُخرى، ألتجئتُ إلى الكتابة وتمسّكتُ به لأُعبّر إن أحببت وكذلك إن أبغضت حتى ولو كنتُ لا أستطيع التعبير في بعضُ الأحيان إلاّ بالقليل فإنها كفايه، كفايه جدًا لمن هي مثلي تخشى أن يعلم أحدهم عما بداخلها، تخشى أن تكون شفافة، بجانب ذلك من الجميل أن تكتُب عن شخصٍ تُحبه حتى وإن كُنت لن تشاركه فيما بعد ماكتبت - كما أفعل دائمًا - إنها تجربة تُستحق أن تُجرّب .
في مُذكِّرة سابقة لي كتبت " أريدُ أن اكون أُمًا لأُمي " و في مُذكِّرة أُخرى كتبت " كيف يصمُد من يرى أعيُن والدته تذرفُ الدموع " وأيضًا في مذكّرة أُخرى وهي التي كتبتها في العالم الماضي في يوم الأُم العالمي -رُغم إن كل الأيام لهم- " كوني بخير دائمًا يا أُمي ليكون العالم مكانًا مُطمئنًا و لأكون أنا أيضًا بخير " و عن عُجز أحرُفي عن وصفها كتبت " لا أُريد أن أقول لكيلا أقعُ في حُفرة القصور وأنتِ الذي سعيتِي دائمًا أن احصل على كلُ ما أُريد دون أيُّ قصور " و مازلتُ أقتنص أيُّ فرصة لأكتُب عنها في مذكّرتي وللأسَف ينتهي بهم الأمر جميعًا في سلّة المحذوفات لكوني أرى بأن جميع ما أكتُب لها عاديّ مقارنةً بها أُريد أن أُبالغ، أُبالغ بشدة حين يكون نصب الموضوع أُمي ..
سَكن الطمأنينة في جوفي عبرَ أُمي، كنتُ ولا زلت أرى طمأنينتي بها، هيا أيضًا من المُحتمل لا تعلم بذلك بأن عينيّ دائمًا في كُلِّ مكان و زمان تبحثُ عنها، تلجأُ لها، تستودعها، تتأملُها كما لو إنها ترى الجنّة -وهي بالفعل جنّة- و دائمًا قبل أن أخلد إلى النوم أحمدُ الله مئة مرّة لكون هي أُمي وأن أختارني الله لأكون أبنة لها.
لا أشبهُها بالملامح و رُبما صفاتنا و تصرفاتنا أيضًا لا تتشابه البتّة ولكن أطمح بأن يصبح قلبي يشبهُ قلبها، البياض الوحيد في هذا العالم المُظلم. حُب أُمي جعلني بطريقةٍ ما أُحب جميع الأُمهات و أُقدرهم بشدة -الجيدين منهم بالطبع - لذلك ليكُن هذه المّرة تهنئتي تشملهُم جميعًا أُمي وأمهات العالم أجمع " كل يوم و شهر وعام وأنتُن جميعًا بخير و سَعد و الخير يرافقكن و النور منكُن، وأنتُن بجانبنا ليُعم عالمنا الطمأنينة " ..
تعليقات
إرسال تعليق