نسيتُ كيف أشعُر


كنتُ حينها لم أبلغُ العاشرة بعد حين سُلب منيّ حقيّ كطالبة في صفوف الحياة حتم عليّ التعلُّم بمُفردي مُبكرًا دون حتى مُساعدة، تعلمتُ كيف أرتدي الصمت حتى في أكثر لحظة يتطلّبُ منيّ الوضوح بالكلام، تعلمتُ أن لا أبوحَ بما أشعُرَ به أن أكذب أن أقول إنني سعيدة حتى وإن كان يملأُني الحُزن حتى العظم لا أكترث ولا أحدَ يكترث بطريقةٍ ما أعتدت، أعتدتُ على إرتداء ماهو أكبرُ منيّ كسُترة لشقيقتي الكُبرى أنا من ورثتُها أو معطف ومن هذه الأشياء التي تتوارثُ دائمًا في عائلتي ولكن رُغم إعتيادي لم أكفّ عن الشعور للحظة بأنيّ أعيشُ حياة أكبرُ منيّ أكبرُ من مقاسي كنتُ أعيدُ لشقيقتي دائمًا ماهو لها الآن كيف لي أن أُعيد ؟ إنها ليست معطف والجانب الأكثرُ حُزنًا في الأمر إنها حياتي أنا .

حين ينفتحُ بابًا لشيءٍ واحد فحتمًا تُفتح خلفه مئة باب لأشياء أُخرى، بعد ذلك كان عليّ أن أتعلّم كيف أنسى !
نعم كيف أنسى كانت أُمي تقولُ دائمًا إنني لا أنسى لم تكُن تفوّت مُناسبة إلا وقد ذكرت به هذه الصفة البغيضة التي أمتلكها أنا الوحيدة بين جميعُ أفراد العائلة فبدأتُ كما أفعلُ دائمًا أُحاول .. حاولتُ أن أنسى ولكنّي فشلت كان يصعبُ عليّ فهم جميع الأشياء التي لا أراها تأخذُ فهمُها منيّ ساعات وأيام فتصوّر صعوبة الأمر إن كان الأمر يُدعى نسيان شيئًا ما وعلى طفلةُ العاشرة !.
لم أتمكّن من تعلُّم كيف أنسى لأنّ كان عليّ أن أتعلم أن أكون أقل حساسية بمعنى أصحّ كان عليّ أن لا أشعُر لم أكُن أدرك كيف تكُن الأقل هذه كنتُ أدرك شيئًا واحدًا إنني أحبُ الأشياء بالكثرة حتى إنّي كنتُ أتوقف عن اللعب مع الأطفال إذ لم تكُن الألعاب ملئ الغُرفة هكذا تعلمتُ من مكانٍ ما بأنّ المُتعة تكمن بالكثرة فأصبحت معنى الأقل هذه عُقدة فذهبتُ اسألُ كل من أُصادفه " كيف أشعُر أقل ؟ " 
لم يكُن يجيبني أحد علمتُ الآن بعدما كبرت بأنّ لا أحد يجيب على سؤال يتوجب شرحه لطفل، بعدما لم أستطيع إيجاد الطريقة فكان عليّ أن أتعلّمَ بمُفردي كما هو الحال دائمًا ولسوء الحظ إنني تعلمت وكما قُلت الأقلية هي عُقدتي لذا كان من دون أن أشعُر نسيتُ كيف أشعُر \"
نسيت قبل أن أفهمُ معنى النسيان معنى الحُب معنى أن يطير المرء فرحًا معنى الشعور بالإنتماء إلى شيءٍ ما حتى معنى الحُزن لم أكُن أفرط بفرصة الشعور به لمعرفة معناه الكثير من المشاعر لم أعرفُها لم أعيشُها لم أفهمُ أيُّ شيء من الحياة بعد لم تعلمُني الحياة شيئًا لم يكُن لها هذه الفرصة بقدرِ أنا .. 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أُمي و جميع أُمهات العالم ..

نُحب..فحسب!

العيد في قلبي!