بداياتُ الكُتب

أولاً، عزيزي القاريء أُفضل أن تسترسل فالقراءة مُعتبرًا من هذه الكلمات العاديّة جدًا مُقدمة مُدهشة تجعلك تودُ إعادة قراءتُها مئة مرّة وتشاركها مع صديقك المُفضل جدًا، لأنّ غالبًا ستتسأل ومن المُمكن ليسَ أنت ولكنّ هُناك من سيتسأل بعلامةِ إستفهامٍ كبيرة بحجمِ رأسه على الأقل قائل: وين مقدمتك؟ ليه ماتضيف مقدمة؟.. ومن قبيل هذه الأسئلة، لذا أسترسل :

فالحياة كُلَّ شيء يتغير يأتي شيئًا ويذهبُ شيئًا آخر نُحبُ شيئًا ونبغضُ شيئًا آخر وعلى هذا النحو تمضي الحياة ونمضي نحن مُتصالحين ومتعايشين مع هذه الفكرة لأنها الحياة وعلينا أن نتقبل، رُغم ذلك هُناك أشياء نبغضُها نحملُ الكثير من الإشمئزاز تجاهها ولكن حين تكون بشكلٍ آخر فنحن نُحبها كما لو إنها الشيء الوحيد الذي نُحبه فالعالم بأكمله، مثلاً كمدى كُرهي للبدايات، بداياتُ الأشياء مهما تكُن أعتقد هُناك من فهمَ ذلك من قراءته للأسطر الأولى، التفكير في كوني سابدأُ شيئًا مرّة أُخرى ولا أعلم متى يحنُ نهايته بذاته فكرة أشعُر بأنها تحملُ الكثير من العبء بداخله، التفكير بها فقط دوامة مُهلكة للمرء وبين قوسين لي أنا. 

رُغم ذلك إلاّ إنني أكبرُ مُعجبه ترأها في حياتك لبدايات الكُتب!

أعلم مقدار غرابةُ الأمر ولكنيّ مُتصالحة مع هذه الغرابة، مثلما قُلت عندما يبغضُ المرء شيئًا حتما سيُحبه بشكلٍ آخر حتى إنهُ يحبهُ كثيرًا و أعتقد أن تُحب شيئًا هو شيء هكذا أعني بطريقةٍ ما يغلبُ الحُب على الكره مهما بلغَ مداه آمن بذلك. آه إنني تواقة جدًا ومُحبة لفكرة إنني سابدأُ قراءة كتابٍ ما فكرة تضيفُ الكثر من الدفء إلى حياتي وإن لم اقرأ من الكتاب سوى بضع صفحات من بدايته أشعُر بأنها كافية، كافية جدًا و في مراتٍ عدّة أجدني أعيدُ قراءة كتاب للمرّةُ الرابعة أو السادسة بشغفٍ كما لو إنها المرّةُ الأولى فقط لأستلذذ ببدايته .. وإضافةً إلى ذلك لا أستطيع قراءتُها في أيِّ وقت لابُد من وقتٍ يكونُ مخصوصًا ولائقًا لأن ابدأ بالعيش في حياة أُخرى راكنة حياتي جانبًا وفي معظمُ الأحيان ليسَ على أن أركنُها جانبًا لأنني نسيتُها في بداياتِ كتابٍ آخر .



تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أُمي و جميع أُمهات العالم ..

نُحب..فحسب!

العيد في قلبي!