مدوِّنة خاصّة .
مدوِّنة بجانبها خُطَّ بقلمٍ أحمر كلمةُ خاصّة هي مُتاحة لكُلِّ من يودُّ قرأتها وخاصّة بالمقصدّ لهؤلائك الذين دخلوا حياتي على مراحل متفاوتة وكانوا جُزءًا منها " قلتُ جُزءًا لكونهم بالفعل جُزء كل الأشياء التي أُحبها تكونُ بشكلٍ أو بآخر جُزءًا لا يتجزأُ من حياتي " كنتُ أُحب وجودهم في حياتي وهذا ما أعرفه بالرُغم من إن غالبيتُهم لم يكونوا بأوقات كثيرة بجانبي ولم أكُن أطلب منهم فعل ذلك أبدًا، وبالرُغم من إننا لم نكُن بذلك القُرب حقيقةً حتى غالبيتهم لم أكُن أعرفهم معرفة عميقة إنما بيني وبينهم معرفة بسيطة وأنا أكنُّ التقدير الشديد لهذه الكلمة ومعناها كما أُقدّر كل شيء جمعني بهم.
بالرُغم من إنني لم أخبرُ احدًا منهم عن مدى إمتناني لكوني عرفته أو كم أُحب لحظات حياتي الصغيرة جدًا التي أُقضيها معه أو كم أُحب إسمي حين ينادينه به، لم أخبرُ احدهم بأيّ من ذلك إلاّ إنني كنتُ أُحبهم تمامًا كما لم أستطع أخبارهم بأنّهم غادروني مُبكرًا مُبكرًا جدًا كان مازال هُناك الكثير من الأمور لم تحدُث وكثير من الأحاديث لم نتحدّث بها وحياة طويلة لم تُعاش بعد كنتُ أريدهم بها، أريدُ أن أنظُرَ إليهم كما كُنتُ أنظر وهو أن يترواى لي كما لو إنني أنظُر إلى قلوبهم.
أصدقاء في المدرسة الإبتدائية كُنّا نلعبُ معًا ونتمازح ونضحكُ بصوتٍ عالي كما لو إننا ملكنا العالم كُنّا كثرة وكنتُ أُحبهم كثيرًا، بينهم واحدة كُنّا قريبين من بعضنا البعض كثيرًا وبتعبيرٍ أدق كانت أنا. صديقة من بلدٍ آخر تواصلنا لمُدة ثلاثِ سنوات. حارس بوابة الدار الذي درستُ فيه الروضة. صديقة أُخرى في المتوسطة كُنّا نجلسُ بقُربِ بعض لمُدة طويلة كُلِّ منّا تحتفظُ على أسرار الأُخرى. صاحب الدُكان الذي قضيتُ آكلُ الحلوى منه طوالُ طفولتي. والقائمة تطول، بينهم أيضًا جدتي التي شعرت بالفقد لأوّل مرّة حين غادرتني.
دائمًا كنتُ أشعُر بأن حياتي مسرحية الجميع يغادر المسرح حين ينتهي دوره ولكنيّ لم اتصالح مع هذا الشعور، وددتُ لو لم تنتهي أدوارهم، وددتُ بقاءهم بجانبي في كُلِّ واحدٍ منهم جُزءًا من حياتي، وإبتسامة غايبة كانت تظهرُ معهم. شعرتُ بوجودهم في أعماقي أليسَ من الظلم أن يغادرون حين آلتفت؟
تعليقات
إرسال تعليق