إليه...
لطالما كنتُ أمقت كتابة الرسائل إلى من أعرفهم وأختار أن أكتُب إلى المجهول الذي لا ولم يقرأ ابدًا رُغم إندفاعي بالكتابةِ له دائمًا. الآن في هذه اللحظة أشعُر بأنيّ أُريد كتابة مئة رسالة له رُغم إنني أعلمُ جيدًا بأني لا أُشاركها معه بداعيّ الخجل أو رُبما لسبب إنيّ لستُ مُعتادة أن يصل بيننا الحديث إلى هذا البُعد فيُصعبُ الأمر عليّ. إنني ملئية بالكلمات والمشاعر وحُبٍ بإمكانه إحتواء العالم بأسَره ولكنيّ الآن أشعُر كما لو إنني أكتبُ لأولِ مرّة، يدي ترتجف آثره سقط القلم من يدي خمس مرات!
إليه أبي وحَبيبي وقمري الذي يضيئُني دائمًا من دون أن يعلم وشمسي الذي أدعوا كثيرًا لكيلا يُغيب. أبي الذي تعقيدةُ حاجبيه فقط تستطيع أن تضيق بي الأرض بوسعه والذي أعيشُ بتفاصيله الصغيرة أكثرُ من أيِّ مكانٍ آخر. نبرة صوته الذي لا يشبهه أحد أحيانًا يكونُ كموجٍ هائج و في أحيانٍ أُخرى كمطرٍ طفيف وفي الحالتين يشبه الأرتياح بعد عمرٍ من التعب، عيناه التي تشعرني دائمًا بأنها تبعثُ النُور في داخلي، ملمسُ يديه الدافئة دائمًا، ملامحِ وجهه التي تذكرني دائمًا بشروق الشمس غالبًا بسبب توهجه الدائم، تقاسيمُ وجنتيه حين يبتسم يمتلكُ إبتسامه واسعة في طفولتي كان إحدى أُمنياتي أن أعيشَ بها وإلى الآن ولكنّ أختلفت الأُمنية قليلاً أُمنيتي الآن أن لا تُغيب قبل أن أُغيب عنها.
أما طمأنينةُ قلبي تكمن في طريقة فتحه لباب المنزل الذي لا يستطيع أحد فعله كما يفعلُ هو، ثوبه المُعلق في وسط الصالة، وجود مفاتيحه التي يضعُها دائمًا بالقُرب من وسادة نومة، قلمه الذي يضعهُ بالدُرج الأول من الكوميدينا كتبتُ مرّة به نصٍّ عن الخوف ولم أدرك إلاّ مُتأخرًا بأنني كنتُ أمسك الطمأنينة بيدي..
إليه أبي الذي لا يعرفُ لوني المُفضل ولا يعلم شيئًا عن هواياتي وما أُحب ولم يعايدُني في ميلادي مرّة ولم يسألني يومًا عن ما أخشاه ولكنيّ أعلم أنهُ يحبني كثيرًا، كثيرًا إلى درجةِ أنهُ يعلم بأنني لا أخشى شيئًا طالما هو يتنفْس.
أُحبكَ كثيرًا وإن لم تقرأ وإن لم أخبرك فأنتَ دائمًا في دُعائي وبين عيناي وفي وسط قلبي - ❤️ -
تعليقات
إرسال تعليق