عقل مليء ..

‏فكّرتُ مليئًا في أن أدوِّن. لم أكتب منذُ أسبوع رُغم إنّ هُناك الكثير من الكلمات في عقلي، تحدثُ ضجيجًا صاخبًا على ما يبدو إنهم يريدون الفرار. كنتُ أُفكّر لطالما أعتدتُ التفكير في كُلِّ تفاصيل حياتي من أهمها إلى أقلها أهمية. مواقف عاديّة بعضها حصلت في ظلِّ هذا الأسبوع والأُخرى منذُ أشهُر وأعوام ولكنيّ أحتفظُ بهم جيدًا. أمتلكُ ذاكرة قوية تحتفظُ بكلِّ شيء عدَا الأسماء ولا أهتمُ لذلك حقيقةً أحفظُ الوجوه جيدًا وهذا بنظري يكفي رُغم تعرُضي لمواقف كثيرة اصدقائها ينظرون إليّ بإستفهامٍ كبير حين أطلُق عليهم إسمًا غير اسأمييهم بمُجرد إنني شعرت بأن هذا الإسم مناسبًا لوجهه اكثر من إسمه الحقيقي الذي نسيتُه وليسَ لديّ أيّ نيّة لتذكُره.

‏بينما أستذكُر أفكاري لأكتبها على ورقة ستتمزق لاحقًا - أمتلكُ عادة كهذه - تذكّرتُ موقفًا غادرته ومن الواضح إنهُ لم يغادرني.


‏قبل عدة أيام ذهبتُ برفقة أُختي ذات الثلاث أعوام إلى عطار بالقُرب من منزلنا، كما هو حال العطارات دائمًا كان يعجّ بالأشخاص وصوت الماكينة طاغي بطبيعة الحال. لم أكُن فتحت الباب حينما سمعتُ التراحيب التي كانت لأُختي الصغيرة من قِبل إحدى العاملين تقدمنا للداخل وكان لا يزال يُرحب بها تأكدتُ بأنهُ جد لأثنين إلى أربع أطفال لا تسألني كيف أكونُ متأكدة لهذه الدرجة. يتحدثُ معها وعلى وجهه إبتسامة واسعة مابين الكلمة والأخرى يقول " يسعدها ربي " حتى عينيه كان بهما لمعة تشبهُ القمر أظن لذلك استلطفتهُ كثيرًا لأن هذه اللمعة لم أراها من قبل سوى بعينيّ أبي. كان يلقي النُكت ويضحكُ معها بصوتٍ عالي كان من هؤلائك الذين إن سمعت صوت ضحكهم انفرطت من الضحك بطريقة لم تضحكُ بها حتى وأنت تشاهدُ فيلم مصري كوميدي. و بدور أُختي كانت تضحك معه وتتفاعلُ بيديها رُغم إنها ليست ودودة مع الغُرباء إطلاقًا. وأنا بدوري كنتُ مُندهشة من أُختي أولاً وثانيًا منه كيف لشخص أن يكون بكلِّ هذه الرحابة والسعة؟

‏نسيتُ آمر ماجئتُ لأجله كنتُ انتقل بالنظر بينه وبين أُختي وأشعُر بأنّ قلبي يبتسم. أهتم كثيرًا بكيفية التعامل مع الأطفال من قِبل الغُرباء بالخصوص، من المُمكن أن يكون حتى الأشدّ قسوة منّا لينًا مع الغُرباء ولكن مع طفل غريب أظن إنه شيء آخر. اؤمن بأنّ الشخص الذي يستطيع أن يمنح طفل إبتسامة يملكُ قلبًا أكبرُ حجمًا من الجميع وأجمل وأرق من قطرات المطر. من الأجدر إنه بالفعل كذلك، يملكُ هذا القلب .


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أُمي و جميع أُمهات العالم ..

نُحب..فحسب!

العيد في قلبي!