إنما سبب للبقاء ..
أعيشُ حياة روتينية غالبًا ليسَ بها شيئًا لجعلها مُدهشة الأيام تتكررُ بذاتُ الوتيرة، الوجوه ذاتُها أراها كُلَّ يوم، أقومُ بفعل ذاتُ الأشياء وبالطريقة ذاتُها، أرى إن من حُسن الحظ إنني شخص غير ملول إطلاقًا لا أستطيع تخيُّل فكرة إنني أشعُر بالملل من الحياة التي أُعيشهُا والأشياء التي أقومُ بفعلها إنهُ شعور مُزعج ومُريب حقيقةً ولا أتمنى أن يشعُرَ به أيُّ شخصٍ آخر. دائمًا أُحاول أن احيأ، أن أتنفس وأنا مُدركة إنني أتنفس وهذا بنظري أثمنُ شيء فالحياة مُمكن للمرء أن يحظى به، أن أبقي الحياة في داخلي من خلال تلك المناظر التي غالبًا لا يأبهُ لها أحد ولكنيّ أصبّ تركيزي الكامل عليها كما لو إنني أُريد حفظُها داخلُ عقلي لوقتٍ آخر أحتاجُ فيه أن احيأ عبر الذاكرة، أن أبتسم وسط موجة غضب أو إلهام لكتابةِ نصّ بأيّ طريقةٍ تكون أحتفظُ بها لها.
منظر قط يأكُل بشراهة وحين أمرّ بجانبه يرفعُ رأسه مُسرعًا عينيه تصوبُ لعينيّ بالتحديد كمن قُبض عليه بالجُرم المشهود و على الأغلب يريد أن يرى أيّ نظرة بهما غضب أم أرتياح ونتيجة لذلك يُقرر إما الهروب أم الثبات في مكانه. منظر الشايّ الأحمر وبالخصوص في كأس شفاف يتراقصُ به أوراق النعناع. صوره أُلتقطت لمكانٍ على طبيعته. كوبين من القهوة موضوعتَا على طاولة. اللوحات الفنيّة بأنواعها وبالخصوص تلك المُعلّقة على حائط بطلاء أبيض. أوراق الشجر الساقطة في فصل الخريف. عِناق أياديّ المُتحابين. منظر نوافذ المباني ليلاً. الشجر. إنعكاس أشعةُ الشمس على النوافذ. الغيوم التي تحجبُ الشمس في الصباح. رسّام يرسُم في مكانٍ عام غير مُكترثًا بالضجيج حوله مُنغمسًا في عالمه. أرفف الكُتب الملئية. عينايّ والداي. ومؤخرًا صادفتُ طفلاً في الحديقة القريبة من منزلنا تركَ لعبته وآتى إليّ ليسألني عن أسمي وحين أجبته أبتسمَ لي!.
ومناظر أكثر تزدادُ كُلَّ يوم كُلَّ ساعة لا أفوّتُ شيئًا منها، أبقى عالقة بها مُتمسكة بكُلتا يدايّ وأُردد " وجدتُها ها هي سبب بقائي، وكُلَّ أسباب عيشي " وهُم كذلك بالفعل .
تعليقات
إرسال تعليق